يشرح هذا الاستعراض الشامل أن اللمفومة المنتشرة للخلايا الب الكبيرة (DLBCL) هي النوع الأكثر شيوعًا من اللمفومة اللاهودجكينية، حيث تصيب حوالي 150,000 شخص سنويًا على مستوى العالم. بينما يمكن علاج أكثر من 60% من المرضى باستخدام العلاج المناعي القياسي آر-شوب (R-CHOP)، فإن المرض يظهر تباينًا بيولوجيًا كبيرًا مع اختلاف النتائج بين الأنواع الجزيئية المختلفة. تفصل المقالة أنظمة التصنيف الجديدة، وعوامل الخطر، وطرق التدرج، والنهج العلاجية الناشئة التي تساعد الأطباء على تخصيص رعاية اللمفومة بشكل أفضل.
فهم لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة: دليل شامل للمريض
جدول المحتويات
- مقدمة: ما هي لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL)؟
- كيف يتم تشخيص لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة
- الأنواع الجزيئية والتصنيف
- من يصاب بلمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة وعوامل الخطورة
- التدريج وتقييم الاستجابة
- عوامل التنبؤ بمآل المرض ومعدلات البقاء
- مناهج العلاج
- المراقبة طويلة المدى والمضاعفات
- الاتجاهات المستقبلية والبحث
- معلومات المصدر
مقدمة: ما هي لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL)؟
لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL) هي النوع الأكثر شيوعاً من لمفومة لا هودجكين، حيث تمثل حوالي 30% من جميع الحالات. يصيب هذا السرطان العدواني ما يقدر بـ 150,000 شخص سنوياً حول العالم. عادةً ما يظهر المرضى بتضخم تدريجي في العقد اللمفاوية (تضخم العقد اللمفاوية)، أو مرض خارج العقد اللمفاوية (مرض خارج العقدي)، أو كليهما، ويتطلبون علاجاً فورياً.
الخبر السار هو أن أكثر من 60% من المرضى يمكن شفاؤهم بالعلاج المناعي القياسي المسمى R-CHOP، الذي يجمع بين ريتوكسيماب وأربعة أدوية للعلاج الكيميائي: سيكلوفوسفاميد، دوكسوروبيسين، فينكريستين، وبريدنيزون. ومع ذلك، فإن المرضى الذين لا يستجيب مرضهم للعلاج الأولي أو يعود بعد العلاج (مرض مقاوم أو ناكس) غالباً ما يواجهون نتائج أكثر تحدياً، على الرغم من أن بعضهم يمكن أن يحقق هجوعاً طويل الأمد بالعلاجات الثانوية.
على مدى العقدين الماضيين، حقق الباحثون تقدماً كبيراً في فهم وبائيات لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة، وعوامل التنبؤ بمآلها، وتنوعها البيولوجي. أدت هذه التطورات إلى تحسين تصنيف المرض وتطوير مناهج علاجية جديدة أصبحت أكثر تخصيصاً لخصائص اللمفوما المحددة لكل مريض.
كيف يتم تشخيص لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة
يتطلب التشخيص الدقيق للمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة فحصاً مفصلاً لأنسجة الورم، يُفضل الحصول عليه من خلال خزعة استئصالية (إزالة عقدة لمفاوية كاملة) يتم تقييمها من قبل أخصائي أمراض دم خبير في سرطانات الدم (أخصائي أمراض الدم). إلى جانب الفحص المجهري، يتطلب التصنيف السليم لللمفوما اختبارات متخصصة تشمل الكيمياء النسيجية المناعية (تلوين للبروتينات المحددة)، قياس التدفق الخلوي (تحليل خصائص الخلايا)، التهجين الموضعي المتألق (اختبار جيني FISH)، والاختبارات الجزيئية.
خزعات الشفط بالإبرة الدقيقة غير كافية للتشخيص، وخزعات الإبرة الأساسية (إزالة عينة نسيج بإبرة أكبر) غالباً ما تكون غير كافية للتقييم الكامل. يجب إجراء الخزعة الأساسية فقط عندما لا تكون الخزعة الاستئصالية ممكنة. قام نظام تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO) المحدث بتحسين طريقة تصنيف هذه اللمفومات، التي تمثل مجموعة متنوعة من الكيانات السريرية والمرضية.
لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة، غير المحددة بدقة (DLBCL, NOS) هي النوع الفرعي الأكثر شيوعاً، وتمثل غالبية الحالات. يركز هذا الاستعراض بشكل أساسي على هذه الفئة، على الرغم من أهمية الإدراك أنه حتى داخل هذا التصنيف، هناك تنوع بيولوجي كبير يؤثر على استجابة العلاج والنتائج.
الأنواع الجزيئية والتصنيف
حدد تحليل التعبير الجيني نوعين جزيئيين متميزين من لمفوما الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة: النوع المشابه لخلايا المركز الجرثومي البائية (GCB) والنوع المشابه للخلايا البائية المنشطة (ABC). حوالي 10-15% من الحالات غير قابلة للتصنيف. تنشأ هذه الأنواع الفرعية من مراحل مختلفة من تطور الخلايا البائية وتعتمد على آليات مسببة للسرطان منفصلة.
للنوع الفرعي ABC نتائج أسوأ بشكل ملحوظ، حيث يعاني حوالي 40-50% من المرضى من بقاء خالٍ من التقدم لمدة 3 سنوات مقارنة بـ 75% للنوع الفرعي GCB. يتميز النوع الفرعي ABC بإشارات مزمنة لمستقبلات الخلايا البائية وتنشيط العامل النووي κB (مركب بروتيني يتحكم في نسخ الحمض النووي)، بينما يعبر النوع الفرعي GCB عن جينات توجد عادة في خلايا المركز الجرثومي البائية، بما في ذلك BCL6 و EZH2.
على الرغم من أن تحليل التعبير الجيني لا يتم إجراؤه بشكل روتيني في الممارسة السريرية، إلا أن الخوارزميات القائمة على الكيمياء النسيجية المناعية مثل خوارزمية هانس يمكنها تقريب هذه الأنواع الفرعية من خلال تصنيف الحالات كـ GCB أو غير GCB (التي تشمل ABC ومعظم الحالات غير القابلة للتصنيف). ومع ذلك، فإن هذه الطرق تحمل خطر التصنيف الخاطئ. تظهر أنظمة تصنيف جزيئية جديدة (LymphGen ومجموعات DLBCL) قد تحدد بشكل أفضل الأنواع الفرعية البيولوجية وتمكن من علاجات أكثر استهدافاً.
يمكن للاختبارات الجينية أيضاً تحديد إعادة ترتيب محددة ذات أهمية سريرية. يوجد إعادة ترتيب MYC في 12% من الحالات، بينما تحدث إعادة ترتيب متزامنة لـ MYC مع BCL2 أو BCL6 أو كليهما في 4-8% من الحالات. تصنف هذه اللمفومات "مزدوجة الضربة" أو "ثلاثية الضربة" الآن كل
تُمهِّد هذه التطورات الطريق لنهج علاجية أكثر تخصيصًا تستهدف الثغرات الجزيئية المحددة. ويركز البحث الحالي على:
- تطوير اختبارات جزيئية قابلة للتكرار للاستخدام السريري
- التحقق من صحة أنظمة التصنيف الجديدة
- اختبار العلاجات المستهدَفة في مجموعات فرعية جزيئية محددة
- تحسين النتائج للأنماط الفرعية عالية الخطورة
- تطوير نهج علاجية أقل سمية
- استكشاف خيارات العلاج المناعي بخلاف ريتوكسيماب
يمثل دمج تحليل الحمض النووي الورمي المنتشر في الدم لتقييم الاستجابة والمراقبة مجالًا واعدًا آخر للبحث قد يؤدي إلى استراتيجيات علاجية أقل تدخلاً.
معلومات المصدر
عنوان المقالة الأصلي: اللمفومة الكبيرة المنتشرة للخلايا البائية
المؤلفان: لوري إتش سين، دكتور في الطب، ماجستير في الصحة العامة وجيل ساليس، دكتور في الطب، دكتوراه في الفلسفة
النشر: مجلة نيو إنجلاند الطبية، 4 مارس 2021
معرف الوثيقة الرقمي: 10.1056/NEJMra2027612
هذه المقالة الملائمة للمرضى مبنية على بحث تمت مراجعته من قبل الأقران ونُشر في إحدى أبرز المجلات الطبية العالمية. وهي تحافظ على جميع النتائج والإحصاءات والمعلومات السريرية المهمة من الورقة البحثية الأصلية مع جعل المحتوى في متناول المرضى المتعلمين ومقدمي الرعاية.