يشرح الخبير الرائد في تحليل التجارب السريرية والسلامة الدوائية، الدكتور ستيفن إيفانز، الاختلافات الرئيسية بين تجارب اللقاحات وتجارب الأدوية السريرية. ويوضح بالتفصيل كيف يتم اختبار اللقاحات على أعداد كبيرة من الأفراد الأصحاء، بما في ذلك الأطفال. ويؤكد الدكتور ستيفن إيفانز على التركيز الحاسم على تقليل الضرر إلى أدنى حد واستخدام الاستمناع كمؤشر بديل للنتيجة. ويقارن ذلك بتجارب الأدوية، التي غالباً ما تشمل مرضى أكبر سناً وأكثر مرضاً وتقيس نتائج الأمراض الأكثر تكراراً.
الاختلافات الرئيسية بين التجارب السريرية للقاحات والأدوية: السلامة والتصميم
القفز إلى القسم
- التجارب السريرية للقاحات على السكان الأصحاء
- قياس مؤشرات فعالية اللقاح
- المناعة كمؤشر بديل
- متطلبات حجم العينة الكبيرة
- مجموعات المرضى في تجارب الأدوية
- تحمل الآثار الجانبية
- النص الكامل
التجارب السريرية للقاحات على السكان الأصحاء
يؤكد الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب، على اختلاف جوهري في تصميم التجارب السريرية. تُجرى تجارب اللقاحات بشكل أساسي على الأفراد الأصحاء. غالبًا ما تشمل هذه الفئة الأطفال الأصحاء. الهدف الرئيسي هو توفير الحماية ضد مرض مستقبلي مع التسبب في أقل قدر ممكن من الضرر.
حد الأمان مرتفع للغاية لأن التدخل يُعطى لأشخاص غير مرضى حاليًا. تشمل الآثار الجانبية البسيطة الشائعة طفحًا موضعيًا أو ألمًا في الذراع عند موقع الحقن. الالتزام الأخلاقي يتمثل في تجنب إلحاق ضرر كبير بشخص سليم.
قياس مؤشرات فعالية اللقاح
يشرح الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب، التحدي في قياس الفعالية الحقيقية للقاح. تهدف اللقاحات إلى منع مرض قد يكون نادرًا نسبيًا في المجتمع. هذه الندرة تجعل من الصعب تصميم تجربة ترصد مباشرة انخفاض حالات المرض ضمن إطار زمني وحجم عمليين.
وبالتالي، غالبًا ما يضطر الباحثون إلى الاعتماد على مؤشرات قابلة للقياس بديلة. تعمل هذه المؤشرات كبدائل لإثبات أن اللقاح سيعمل في العالم الحقيقي. هذا اختلاف رئيسي عن العديد من تجارب الأدوية التي تعالج حالة مرضية قائمة ونشطة.
المناعة كمؤشر بديل
طريقة حاسمة لتقييم اللقاحات هي قياس الاستجابة المناعية (Immunogenicity). يعرفها الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب، بأنها قدرة الجسم على إنتاج أجسام مضادة محددة ضد الفيروس أو الممرض المستهدف. إثبات استجابة قوية للأجسام المضادة يُعتبر مؤشرًا بديلًا موثوقًا للحماية.
هذا الدليل يكون مقنعًا عادةً للحصول على الموافقة التنظيمية. فهو يشير إلى أن اللقاح قد "درّب" الجهاز المناعي بنجاح. هذا النهج ضروري عندما تكون نتيجة المرض الفعلية نادرة جدًا بحيث لا يمكن قياسها مباشرة في تجربة.
متطلبات حجم العينة الكبيرة
الحاجة إلى كشف الآثار الجانبية النادرة وأحيانًا استخدام المؤشرات البديلة تتطلب تجارب كبيرة جدًا. يلاحظ الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب، أن تجارب اللقاحات تحتاج إلى أعداد هائلة من المشاركين. هذا الحجم الكبير ضروري لامتلاك قوة إحصائية كافية لتحديد حتى الآثار الجانبية غير الشائعة جدًا.
اكتشاف إشارات السلامة النادرة هذه له أهمية قصوى عند إعطاء منتج لملايين الأشخاص الأصحاء. تساعد أحجام العينات الكبيرة في ضمان فهم ملف الفائدة-المخاطرة بشكل شامل قبل الاستخدام الواسع النطاق.
مجموعات المرضى في تجارب الأدوية
يقارن الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب، بين تجارب اللقاحات وتجارب الأدوية العلاجية. تجارب الأدوية تسجل عادةً مرضى كبار السن يعانون بالفعل من مرض أو تشخيص معين. المشاركون مرضى، والدواء مخصص لعلاج مرضهم أو تخفيف أعراضه.
تكرار نتيجة المرض قيد البحث غالبًا ما يكون أعلى من المرض الذي يمنعه اللقاح. هذا يمكن أن يسمح أحيانًا بأحجام تجارب أصغر نسبيًا مقارنة بدراسات اللقاحات. ومع ذلك، فإن الأدوية الوقائية مثل الستاتينات (statins) تتطلب أيضًا تجارب كبيرة جدًا لقياس أحداث غير شائعة مثل النوبات القلبية.
تحمل الآثار الجانبية
يختلف تحمل الآثار الجانبية بشكل كبير بين هذين النوعين من التجارب. يذكر الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب، أن الأشخاص الأصحاء لن يتحملوا الآثار الجانبية بسهولة. قد يكون تأثير جانبي بسيط في تجربة دواء مقبولاً إذا وازن علاج مرض خطير.
نفس التأثير الجانبي في لقاح يُعطى لشخص سليم يمكن اعتباره غير مقبول. معادلة المخاطرة-الفائدة مختلفة تمامًا. المقابلة مع الدكتور أنطون تيتوف، الطبيب، توضح أن السلامة هي الشاغل الأهم في أي تجربة سريرية تشمل مجموعات سكانية صحية.
النص الكامل
الدكتور أنطون تيتوف، الطبيب: بروفيسور إيفانس، ما الفرق بين تجارب اللقاحات والتجارب السريرية للأدوية؟ أنت خبير في تحليل التجارب السريرية، وخاصة في رصد الآثار الدوائية الجانبية للأدوية الموجودة بالفعل في السوق. إذن كيف تميز بين إجراء التجارب السريرية للقاحات والأدوية؟
الدكتور ستيفن إيفانس، الطبيب: هناك أمران أو ثلاثة تجعل تجارب اللقاحات مختلفة. أولاً، كما قلت سابقًا، تميل اللقاحات إلى أن تُعطى للأشخاص الأصحاء. في كثير من الأحيان، بالطبع، تُعطى للأطفال الأصحاء. أنت بالتأكيد لا ترغب في إلحاق آثار جانبية بالأطفال الأصحاء، لذلك تبحث عن إيجاد فوائد مع أقل قدر ممكن من الأضرار. لن نكون بلا ضرر مطلقًا.
إذا أعطيت لقاحًا، يمكنك بسهولة الحصول على طفح جلدي أو ألم في الذراع، وهذا تأثير جانبي للقاح. في بعض الأحيان تسبب أضرارًا أكثر خطورة، ويجب أن تتأكد من أن تلك الأضرار لا تحدث. لكن المشكلة هي أن اللقاحات موجودة لمنع مرض، لذلك تحتاج إلى التأكد من أنها ستمنع ذلك المرض.
في كثير من الأحيان، يكون المرض نفسه نادرًا إلى حد ما، لذلك لا يمكنك دائمًا التأكد تمامًا من أنه سيمنع المرض. عليك قياس نوع مختلف من النتائج. غالبًا ما تقيس ما يسمى بالاستجابة المناعية (Immunogenicity) في اللقاح، وذلك بأن تقيس قدرة الجسم نفسه على إنتاج أجسام مضادة للمرض أو الفيروس الذي تحاول منعه من التسبب في ضرر كبير للناس.
بدلاً من إثبات أنك تمنع المرض حقًا، تظهر أن الجسم قد حصل على أجسام مضادة ضد ذلك المرض. هذا عادةً ما يكون مقنعًا إلى حد ما. وحتى ذلك الحين، تحتاج غالبًا إلى أعداد كبيرة جدًا.
الأمور الرئيسية هي: نحتاج إلى أعداد كبيرة في تجارب اللقاحات، نعطيها لأشخاص أصحاء، يمكننا تحمل القليل جدًا من الآثار الجانبية، وأحيانًا يكون من الصعب قياس النتيجة. بالنسبة للأدوية، في كثير من الأحيان عندما نعطيها للعلاج للناس، نعطيها لكبار السن. نحن لا نعطي الأدوية للأطفال بالضرورة؛ نعطيها للأشخاص المصابين بأمراض.
حدوث المرض أو النتيجة التي تهتم بها متكرر بما يكفي بحيث لا تحتاج إلى تجارب كبيرة بهذا الحجم. على سبيل المثال، مع تجارب الستاتينات (statins)، حيث تعطيها للناس لمنع النوبات القلبية أو الوفاة، تحتاج إلى تجارب أكبر بكثير لهذه الأدوية. الأشخاص الأصحاء لن يتحملوا الآثار الجانبية بنفس السهولة.